سورة الروم - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الروم)


        


{فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يومٌ} القيامةُ، فلا ينفع نفساً إيمانها {يومئذٍ يصدَّعون} يتفرَّقون؛ فريقٌ في الجنَّة، وفريقٌ في السَّعير.
{مَنْ كفر فعليه كفره} أي: وبال كفره وعذابه {ومَنْ عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون} يفرشون ويُسَوُّون المضاجع، والمعنى: لأنفسهم يبغون الخير.


{ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات} بالمطر {وليذيقكم من رحمته} نعمته بالمطر يُرسلها {ولتجري الفلك بأمره} وذلك أنَّها تجري بالرِّياح {ولتبتغوا من فضله} بالتِّجارة في البحر، وقوله: {فانتقمنا من الذين أجرموا} أَيْ: عاقبنا الذين اشركوا {وكان حقاً عليناً نصر المؤمنين} في العاقبة، وكذلك ننصرك في العاقبة على مَنْ عاداك.
{الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً} تُزعجها وتُخرجها من أماكنها {فيبسطه} الله {في السماء كيف يشاء ويجعله كسفاً} قطعاً. يريد أنَّه مرَّةً يبسطه، ومرَّةً يقطعه {فترى الودق} المطر {يخرج من خلاله} وسطه وشقوقه {فإذا أصاب به} بالودق {من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون} يفرحون.
{وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم} المطر {من قبله} كرَّر {من قبل} للتَّأكيد {لمبلسين} آيسين.
{فانظر إلى آثار رحمة الله} يعني: آثار المطر الذي هو رحمة الله تعالى {كيف يحيي الأرض} جعلها تنبت {بعد موتها} يُبسها {إنَّ ذلك} الذي فعل ذلك، وهو الله عزَّ وجلَّ {لمحيي الموتى}.
{ولئن أرسلنا ريحاً فرأوه مصفراً} رأوا النَّبت قد اصفرَّ وجفَّ {لظلُّوا من بعده يكفرون} يريد: إنَّ الكفَّار يستبشرون بالغيث، فإذا جفَّ النَّبت ولم يحتاجوا إلى الغيث ظلُّوا يكفرون بنعمة الله عزَّ وجلَّ فلم يؤمنوا، ولم يشكروا إنعامه بالمطر.
{فإنك لا تسمع الموتى} مضت الاية في سورة الأنبياء، والتي بعدها في سورة النمل.


{الله الذي خلقكم من ضعف} من نطفةٍ. الآية.
{ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون} يحلف الكافرون {ما لبثوا} في قبورهم {غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون} أَيْ: كذَّبوا في هذا الوقت كما كانوا يُكذِّبون في الدُّنيا.
{وقال الذين أوتوا العلم والإِيمان لقد لبثتم في كتاب الله} أَيْ: فيما بيَّن في كتابه، وهو اللَّوح المحفوظ {إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون} أنَّه يكون. وقوله: {ولا هم يستعتبون} أَيْ: لا يُطلب منهم أن يرجعوا إلى ما يُرضي الله سبحانه.
{ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كلِّ مثل} بيَّنا لهم الأمثال للاعتبار {ولئن جئتهم بآية} لهم فيها بيانٌ واعتبارٌ {ليقولنَّ الذين كفروا إن أنتم إلاَّ مبطلون} ما أنتم إلاَّ أصحاب الأباطيل.
{كذلك} كما طبع الله على قلوبهم حتى لم يفهموا {يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون} أدلَّة التَّوحيد.
{فاصبر إنَّ وعد الله} في نصرك وتمكينك {حق ولا يستخفنَّك} لا يستفزنَّك عن دينك {الذين لا يوقنون} أي: الضُّلال الشَّاكُّون.

1 | 2 | 3 | 4